مقالة حول علاقة اللغة بالفكر في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي جميع الشعب
يسرنا ان نضع بين أيديكم وتحت تصرفكم مقالة
حول علاقة اللغة بالفكر في مادة الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي جميع الشعب
من أجل التحضير الأمثل لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا 2021-2022
(bac) في ميزان حسنات صاحب
العمل
تجدون الملف على شكل pdf قابل للتحميل والطباعة مقدم لكم من الموقع
الأول للدراسة في الجزائر 3 ثانوي.
ملاحظة: شارك المنشور
ليستفيد غيرك وتابعنا لدعمنا على الاستمرار بإيصال الجديد لك
- هل يمكن التفكير فيما نعجز عن قوله ؟
- هل بإمكان اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا ؟
- هل يمكن للإنسان أن يفكر دون لغة ؟
- هل القدرة على التفكير تتناسب مع القدرة على التبليغ ؟
طرح المشكلة :
يعتبر موضوع اللفة من المواضيع التي نالت إهتمام الفلاسفة والمفكرين منذ القدم ، وذلك من حيث أنها ترتبط بدراسات نفسية من جهة وبدراسات أركيولوجية فيزيولوجية من جهة أخرى ، ومن بين هذه المواضيع نجد موضوع علاقة اللغة بالفكر ، فاللغة من حيث مفهومها تعرف على أنها مجموعة من الإشارات والرموز التي من بين أغراضها التواصل ، أما الفكر يمثل عمل العقل في الذات ، ولقد طرح موضوع هذه العلاقة جدلا واسعا بين الفلاسفة والمفكرين وعلماء اللغة ، فهناك من إعتبر أن الفكر ينفصل عن كل ماهو لغوي ورمزي ، وهناك من إعتبر أن كل ما هو رمزي ولغوي ما هو إلا تعبير عن كل ما هو فكري مجرد ، وبين هذا وذاك وجب طرح الإشكالية التالية : هل يمكن للفكر أن يوجد في غياب اللغة المعبرة عنه ؟ وهل بإمكاننا إصطناع وإستحداث لغة دون فكر يحكمها ويوجهها ؟ وبعبارة أخرى : هل الفكر منفصل عن اللغة ومستقل عنها ، أم أنه لا يمكن أن يوجد خارج عنها ؟
محاولة حل المشكلة :
يرى أصحاب الإتجاه الثنائي وعلى رأسهم ( أفلاطون ، ديكارت ، هنري برغسون ، جون بياجي ، شوبنهاور ) أن العلاقة بين اللفة والفكر علاقة إنفصال ، ومن أهم الحجج التي إستندوا عليها أن الفكر أرحب وأوسع من اللغة ، لأن أهم مميزاته أنه يمثل ديمومة مستمرة واللغة هنا تبقى عاجزة عن مسايرة ديمومته ، فالفكرة يمتاز كذلك بالحيوية وهو قابل للتطور والتجدد باستمرار ، عكس اللغة محدودة وألفاظها محدودة وجامدة وغالبا ما تكون عاجزة عن التعبير ، فالفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) يعطي الأسبقية الأنطولوجية للفكر على حساب اللغة ، فالفكرة في نظره له أسبقية وجودية وإبستيمولوجبة على اللغة ، أي أنه سابق في الوجود عليها ، فمستودع الأفكار المطلقة عند أفلاطون هو عالم المثل ، وهي توجد في هذا العالم بدون كلمات ، بينما اللغة تنتمي إلى عالم آخر يأتي في مرتبة سفلى وهو العالم المادي المحسوس ، وبالتالي فاللغة حسب أفلاطون ليست سوى أداة للتعبير عن فكر سابق لها ، أما الفيلسوف الفرنسي ديكارت إعتبر أن الإنسان جوهر مفكر ، والفكر مستقل عن المادة ، وبالتالي فاللغة باعتبارها مجموعة من الأصوات والحركات الخاصة بجهاز النطق مستقلة عن الفكر ، ويستند ديكارت ديكارت على اختلاف اللغة عن الفكر إلى أدلة كثيرة أهمها : أن لكل منهما كيانه ومحمولاته الخاصة ، وكذلك أن الفكر جوهر لامادي أي أنه كيان روحي داخلي مستقل يتميز بالثبات والإستقرار ، أما اللغة كيان مادي خارجي لأنها تمثل مجموعة أصوات منطوقة وكلمات مكتوبة لها قدرة على الإنتقال مما يجعلها تتميز بالحركة والدينامية ، وينفي ديكارت إمكانية قيام علاقة مباشرة بين اللغة والفكر باعتبارهما من طبيعتي مختلفتين ومتناقضتين ، واذا فالعلاقة حسبه هي علاقة إنفصال وإستقلال . أما ( هنري برغسون ) يرى أن هنالك الأفكار والمشاعر أكثر مما هناك من الكلمات ، فاللغة وفق رؤيته الفلسفية عاجزة وقاصرة عن إحتواء الفكر ، ويعكس كذلك هذا العجز في المجال العلمي ( الرياضيات والفيزياء ) ، بحيث لا تستطيع اللغة الطبيعية الإحاطة بالابداع العلمي ، وبسبب هذا العجز يلجأ العقل إلى إبداع لغة رمزية تجسد العمليات العقلية المعقدة ، ومن هنا يقسم لنا برغسون العالم إلى قسمين : أول هذه الأقسام هو العالم الخارجي ( عالم الأشياء والظواهر والموجودات المادية ) ، وثاني هذه الأقسام هو العالم الداخلي الذي يمثل الحالات الفكرية والشعورية الوجدانية ، فإذا كانت اللغة حسب برغسون تستخدم من طرف الفكر لإستيعاب العالم المادي والسيطرة عليه ، فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك أمام الحالات الشعورية والوجدانية التي تختلف من حيث طبيعتها عن الأشياء المادية ، وعموما فلجوء الإنسان إلى الوسائل التعبيرية كالرسم والموسيقى والرموز الرياضية ...الخ لأكبر دليل يثبت عجز اللغة عن التعبير على مكونات الفكر ، ومن هذا المنوال يقول ( برغسون ) : { اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر } ، ومن نفس الطرح ذهب ( جون بياجي ) إلى إعتبار أن اللغة تلعب دورا هاما في تطور الفكر وبلوغ مستويات أعلى إلا أنه من الخطأ المساواة بينهما ، لأنه حسب رؤيته الفلسفية أن الفكر أسبق من اللغة ، وحتى ولو كانت اللغة تلعب دورا مهما في تطور الفكر إلا أنه لا يمكن أن تتساوى معه ، أما ( شوبنهاور ) يرى أن الفكر حيوي واللغة جامدة ، وبالتالي تموت أفكارنا حين نحاول ترجمتها إلى كلمات ، حيث يقول : { الأفكار تموت لحظة تجسيدها في كلمات } ، كما نجد ( الجاحظ ) يرى أن اللغة عاجزة على التعبير لعدم قدرتها على مسايرة زخم الأفكار ، حيث يقول : { إن حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير نهاية وأسماء المعاني معدودة ومحدودة } .
- نقد وتقييم :
من المبالغ فيه إعتبار أن اللغة والفكر ذو علاقة إنفصالية وإستقلالية ، كما بالغ هؤلاء في تمجيد الفكر على حساب اللغة ، ذلك أن الفكر دون لغة يمثل نشاطا أخرسا ، كما أن معطيات علم النفس تؤكد أن الطفل يتعلم اللغة والفكر معا ، فالإعتقاد بوجود فكر دون لغة مجرد وهم ، فاللغة عماد الفكر الصامت واولادها لتعذر على الإنسان التفكير في حقائق الأشياء ، فهي التي تخرج الفكر من ثوبه المجرد وتجعلها حاضرا أنطولوجيا وإبستيميا ، كما أن عجز اللغة ععلى التعبير عن التعبير كل أفكارنا أحيانا يعود إلى محدودية ما نملكه من ثروة لغوية في الفكر وليس إلى اللغة في حد ذاتها .
الموقف الثاني :
من جهة أخرى يرى أصحاب الإتجاه الأحادي وعلى رأسهم ( دوسوسير ، ميرلوبونتي ، هردر ، هيغل ) أن العلاقة بين اللفة والفكر علاقة إتصال ، حيث ذهب ( دوسوسير ) إلى إعتبار أن الفكر بدون لغة عبارة عن كتلة من الضباب لاشيء فيها يبدو متميزا واضح المعالم ، فالعلامة اللسانية في نظره هي التي تجعلنا قادرين على التمييز بين الأفكار ، فإذن لا وجود لأفكار قائمة بذاتها ولا يمكن الحديث عن أفكار واضحة ومتميزة قبل ظهور اللغة ، فاذا كنا حسب دوسوسير نتكلم فإننا لا نتكلم لنعبر عن أفكارنا كما يقول ديكارت ، بل نتكلم لنفكر ، انتاج الأفكار ، وليحصل لنا الوعي بها ، والدليل على ذلك هو أن الكلام الداخلي مع الذات لا يظهر إلا عندما نفكر ، وفي نفس السياق شبه لنا دوسوسير العلاقة بين اللغة والفكر بوجه الورقة وظهرها بحيث لا يمكن الفصل بينهما ، يقول : { إن الفكر هو وجه الصفحة ، بينما الصوت هو ظهر الصفحة ، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر ، وبالمثل لا يمكن في مضمار اللغة فصل الصوت عن الفكر أو فصل الفكر عن الصوت } ، في حين ذهب ( ميرلوبونتي ) إلى إعتبار أن هنالك إرتباطاً دياليكتيكيا بين اللغة والفكر ، ولا يمكن إعتبارهما في أي حال من الأحوال موضوعين منفصلين ، فالتفكير الصامت حسبه الذي يوحي لنا بوجود حياة باطنية هو في الحقيقة - مونولوج - داخلي يتم بين الذات ونفسها ، بمعنى أنه يمثل ضجيج من الكلمات ، لأن اللغة والفكر يشكلان وجودا علائقيا ، فلا وجود حسب ميرلوبونتي لفكر خارج العلامات اللغوية ، فنحن نخرج أفكارنا إلى الوجود بالفعل عن طريق اللغة ، وبهذا يتحدد وجود الفكر إنطلاقا من وجود اللغة ، يقول ميرلوبونتي : { إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات } ، وبالتالي لا يمكن إعتبار الكلام مجرد علامة على وجود الفكر حسب ميرلوبونتي مثلما الأمر بالنسبة لعلاقة الدخان بالنار ، فالكلمات في حد ذاتها هي المظهر الخارجي للفكر ، بينما ( هردر ) يرى أن اللغة ليست مجرد أداة للتفكير بل هي القالب الذي يتشكل منه الفكر ، وبالتالي فعالمنا الفكري يتحدد إنطلاقا بحدود عالمنا اللغوي ، فكل أمة حسب هردر تتكلم كما تفكر وتفكر كما تتكلم ، وكل أمة تخزن في لغتها تجاربها ، وبالتالي فاللغة ليست أداة فحسب ولا محتوى فحسب بل هي القالب الذي تفصل المعرفة على أساسه ، وهذا ما أكده في قوله : { كل أمة تتكلم كما تفكر وتفكر كما تتكلم } ، أما ( هيغل ) يرى أن الإنسان يفكر داخل الكلمات لا خارجها ، وفعل التفكير لا يتحقق بإستقلاله عن الكلام أو تركيب جمل ، فالفكرة حسب هيغل لا تكتسب وجودها الفعلي إلا عندما تصاغ صياغة لغوية ، فالصياغة اللغوية هي ما تجعل الفكرة تتحقق بالفعل ، وبذلك ندركها على حقيقتها وماهيتها ، ويقوم دليل هيغل على التمييز بين العالم الداخلي والعالم الخارجي ، بين الذاتية والموضوعية ، فعندما تكون الفكرة في داخلنا وفي ذاتيتنا باعتبارها جزءا من النشاط النفسي غير المعبر عنه ، وبذلك تكون غامضة وغير محددة المعالم ، لكن بالكلمة تنفصل عن الذاتية وتتحقق في الخارج ، وبالتالي نقول حينها أنها تموضعت وأصبح لها وجود موضوعي وغدت واضحة متميزة تفرض نفسها علينا وعلى الوجود ، يقول هيغل : { نحن نفكر داخل الكلمات } ، فإذن حسب هيغل أن الأنشطة الذاتية لا تنتج أفكارا واضحة ومتميزة إلا عندما نصيغها في قالب لغوي ونموضعها ، أي أن الفكر بدون لغة يبقى مجرد عبارة عن سديم مبهم أو ركام من العناصر غير المتميزة ، بمعنى آخر أن الفكر بدون لغة هو فكر غير واعي أو لنقل جزء من اللاوعي ، يقول هيغل : { الكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى } ، في حين ذهب ( دولاكروا ) إلى إعتبار أن اللغة هي التي تعطي الفكر طابعه القيمي والأنطولوجي ، فنحن لا نفكر دون كلمات ، حيث يقول : { الفكر يصنع اللغة وهي تصنعه } . كما نجد ( هاملتون ) أكد على عدم ضرورة فصل اللغة عن الفكر لأن بينهما رابطة متينة يستحيل تجاوزها والتغاضي عنها ، يقول من هذا المنوال : { إن المعاني شبيهة بشرارة النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكن إظهارها وتثبيتها إلا بالألفاظ } ، في حين ذهبت ( جوليا كريستيفا ) إلى إعتبار أن علاقة اللغة بالفكر علاقة تلازم وتبعية ، فاللغة تكتسي طابعا ماديا متنوعا ، فيمكن أن تتمظهر حسب كريستيفا في صورة سلسلة من الأصوات المنطوقة ، أو في صورة شبكة من العلامات المكتوبة ، أو على شكل لعبة من الإيماءات ، وهذه هي الحقيقة المادية التي تجسم ما نسميه فكرا ، أي أن اللغة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يوجد بها الفكر ، بل هي حقيقة وجوده وخروجه إلى الوجود ، أو كما تقول : { إن اللغة جسم الفكر } .
نقد وتقييم :
إن ماذهب إليه هذا الاتجاه أمر مبالغ فيه ، فإذا كانت اللغة تعبر عن كل أفكارنا كيف نفسر لجوء الإنسان إلى وسائل تعبيرية أخرى عوض اللغة محاولا التعبير عن زخم أفكاره ، مثل فن الرسم ، الرقص التعبيري ...الخ ، كما هل من المعقول أن نساوي بين ماهو فكري مجرد وبين ماهو رمزي مادي ؟! . كما أن الإنسان دوماً يشعر باللامساواة بين قدرتهم على التفكير وقدرته على التبليغ .
تركيب :
من خلال ما سبق ذكره يمكننا القول بأنه ليس من الممكن الفصل بين الفكر واللغة ، لأن اللفة والفكر يمثلان وحدة موحدة وظيفيا ، فالفكر بدون لغة ب
يبقى مجرد أفكار لا معنى لها ، فباللغة يثبت الفكر أنطولوجيته ، كما أن اللغة بدون فكر تبقى مجرد ضرب من السفسطة والثرثرة ، فالعلاقة بين اللغة والفكر إذن هي علاقة تأثير وتأثر ، فاللغة تشكل الوعاء والفكر يمثل المضمون ، يقول ( لافيل ) : { ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ولكن جسمها الحقيقي } .
حل المشكلة :
في الأخير يمكننا القول بأنه على الرغم من أن الفكر هو عمل العقل الذي يحدث في الذهن ، وعلى الرغم من أن اللغة أصوات ورموز خارجية يتلفظ بها الإنسان ، فإن العلاقة بينهما هي علاقة تفاعلية تكاملية ، فهما كالقطعة النقدية وجهها الأول يمثل الفكر ، وظهرها يمثل اللغة ، فإذا فسد وجه من الوجهين فسدت القطعة ، فالفكرة بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجسد .
يمكن
تصفح الملف مباشرة عبر مدونة الحسام للتربية والتعليم في
الجزائر عن طريق المعاينة أو
تحميله مباشرة بصيغة pdfفي
ملف كامل منظم وواضح بالضغط على تحميل أعلاه.
الى هنا
وقد انتهينا نتمنى ان تكونوا قد استفدتم من موضوعنا ونعتذر عن الاطالة نتمنى منكم
مشاركة المقال ان نال اعجابكم وأردتم شكرنا، ولا تنسوا أننا
مستعدون لمساعدتكم والتحدث معاً عبر مساحة التعليقات التي من أجلكم أنتم ولنجيب عنكم اجابة شافية ان شاء الله.
كما يمكن لزوارنا الأعزاء
الاستفادة من صفحات الموقع التالية حيث ستجدون كل ما يسركم:
مواضيع مقترحة في الفلسفة لشهادة
البكالوريا
فروض واختبارات السنة الثالثة
ثانوي
ساهم في ترقية التعليم في الجزائر، وأرسل
لنا ملفاتك ليتم نشرها باسمك ويستفيد منها أبناؤنا، وذلك عبر نموذج المساهمة في
إثراء الموقع: